كتاب: تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تهذيب الرياسة وترتيب السياسة



إليه فجرى له معه كلام كثير إلى أن قال الرشيد هل من موعظة تعظ بها أمير المؤمنين قال نعم على ترك الحشمة ورفع الهيبة وقبول النصح وإلقاء رداء الكبر عن منكبك قال الرشيد لك ذلك فجثى الشافعي على ركبتيه وقال يا ذا الرجل إنه من أطال عنان الأمر في العز طوى عدار الحذر بالمهلة ومن لم يعول على طريق النجاة كان بجانب قلة الاكتراث بالمرجعة إلى الله مقيما ومن أحسن الظن كان من أمنه المحذور في مثل نسج العنكبوت لا تأمن على نفسها وتحجزها عن سعيها فلو جرعها مخالفتها وبادر خوف المراجعة بالتزود إلى دار المقامة إن لو فعلت ذلك يا رجل ما اهتدت إليك يد الندامة ولأبدرتك غدا ق 52 في القيامة لكنك أتيت من حيث لا يؤدي إلى فهمك من أذن لمج الكلام بسمعك فمن ثم أعقبك التواني والاغترار بنفسك ولو كان لك أمير من عقلك ينقد لك ما سقط من عيونك لشغلك ذلك عن النظر في عيوب غيرك ولكن ضرب الهوى عليك رواق الحيرة فتركك إذا خرجت يد موعظتك لم تكد تراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور فبكى الرشيد حتى بل منديلا كان في يده ثم قال له خاصة من يقوم على رأسه اسكت فقد أبكيت أمير المؤمنين فالتفت إليه الشافعي رحمه الله وقال يا عبيد الدنيا الذين باعوا أنفسهم لمحبوب الدنيا أما رأيتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم بالأماني ألم تروا كيف فضح الله مستورهم وأمطرت بواكير الهموم عليهم بعد سرورهم فأصبحوا بعد خفض عيشهم ولين رفاهيتهم في نسيم روضة البطالين حصائد النقم ومدارج المثولات فقال له الرشيد لقد سللت علينا